العوين : هكذا غيرت قطر جلدها من سلفية المنهج إلى الإخوانية!
صحيفة المرصد: قال الكاتب السعودي محمد عبد الله العوين إن انقلاب تميم على أبيه الشيخ حمد آل ثاني، أمير قطر السابق، لم يكن رغبة في الوصول إلى كرسي الإمارة الصغيرة فقط، بل كان خطوة لتغيير واقع الإمارة المنزوية بين مياه الخليج العربي والتي ليس لها إلا منفذ بري واحد فقط على المملكة.
وأكد الكاتب في مقال نشره بـ "الجزيرة" يحمل عنوان: "لماذا انقلبت قطر من السلفية إلى الإخوانية؟"، أن طموح الشيخ حمد في هذا الوقت أن تتمدد الإمارة الصغيرة في الجزء الشرقي من المملكة وربما إلى عمق نجد.
وأردف الكاتب: "تكشفت تلك الأحلام الخيالية الغريبة الحمقاء في مسألتين؛ الأولى: إنشاؤه جامعاً كبيراً في الدوحة صمم على الطراز النجدي وأطلق عليه اسم الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، واستقطب للخطابة فيه يوم الجمعة شخصيات دينية يغلب على كثيرين منهم التأثر بمنهج جماعة الإخوان المسلمين".
وأردف الكاتب: "قد كان إنشاء هذا الجامع باسم ابن عبد الوهاب والنشاط الدعوي المصاحب له مثار تساؤل عن الغاية التي يرمي إليها حمد بن خليفة"، مضيفًا: "الانقلاب على الأب لم يكن ذا جانب سياسي فحسب؛ بل كان انقلابا على منهج قطر الديني، فقد كانت قطر وعلى مدى السنوات الطويلة الماضية سلفية المنهج متأثرة ومستفيدة من علماء وقضاة المملكة".
وأضاف: "ولا يكاد أي متابع أن يلحظ اختلافا صغيرا أو كبيرا في الرؤية الدينية والسياسية بين قطر والمملكة، بل كانت قطر هي من تطلب من المملكة إيفاد القضاة والعلماء ليتولوا مناصب القضاء والخطابة والإشراف على التعليم".
وأشار الكاتب إلى أن يوسف القرضاوي كان من أبرز الأسماء التي هاجرت إلى قطر في وقت مبكر واستقرت فيها، موضحًا أنه هرب من مصر عام 1961م ووجد في قطر الفضاء المفتوح لغرس بذور الفكر الإخواني في التربة القطرية البكر، وعزم حمد أن يتخذ من الفكر الإخواني آداة للتغيير في المنطقة.